منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد وأشعار أبو العتاهية... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=185938)

عطر الزنبق 04-04-2020 04:01 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه

وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه

لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ

اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه

لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن

يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه

أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى

في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه

المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ

مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه

وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ

وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه

وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ

يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه

وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ

أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه

مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ

نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه

فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها

ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه

ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى

طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه

مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما

تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه

عطر الزنبق 04-04-2020 04:01 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



أَينَ المَفَرُّ مِنَ القَضا

ءِ مُشَرِّقاً وَمُغَرِّبا

اِنظُر تَرى لَكَ مَذهَباً

أَو مَلجَأً أَو مَهرَبا

سَلِّم لِأَمرِ اللَهِ وَأَر

ضَ بِهِ وَكُن مُتَرَقِّبا

وَلَقَلَّ ما تَنفَكُّ مِن

حَدَثٍ يَجيءُ لِيَذهَبا

وَكَذاكَ لَم يَزَلِ الزَما

نُ بِأَهلِهِ مُتَقَلِّبا

يَزدادُ مِن حَذَرِ المَنِيـ

ـيَةِ بِالفَرارِ تَقَرُّبا

فَلَقَد نَعاكَ الشيبُ يَو

مَ رَأَيتَ رَأسَكَ أَشيَبا

ذَهَبَ الشَبابُ بِلَهوِهِ

وَأَتى المَشيبُ مُؤَدِّبا

وَكَفاكَ ما جَرَّبتَهُ

حَسبُ امرِئٍ ما جَرَّبا

يُمسي وَيُصبِحُ طالِبُ الدُن

يا مُعَنّى مُتعَبا

يَبني الخَرابَ وَإِنَّما

يُبنى الخَرابُ لِيَخرَبا

عطر الزنبق 04-04-2020 04:01 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif




لَهفي عَلى وُرقِ الشَباب

وَغُصونِهِ الخُضرِ الرِطاب

ذَهَبَ الشَبابُ وَبانَ عَنـ

ـني غَيرَ مُنتَظَرِ الإِياب

فَلَأَبكِيَنَّ عَلى الشَبا

بِ وَطيبِ أَيّامِ التَصاب

وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ البِلى

وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ الخِضاب

إِنّي لَآمُلُ أَن أُخَلـ

ـلى وَالمَنِيَّةُ في طِلاب

عطر الزنبق 04-04-2020 04:10 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif

مَن لَم يَعِظهُ التَجريبُ وَالأَدَبُ

لَم يَثنِهِ شَيبُهُ وَلا الحِقَبُ

يا أَيُّها المُبتَلى بِهِمَّتِهِ

أَلَم تَرَ الدَهرَ كَيفَ يَنقَلِبُ

مِن أَيِّ خَلقِ الإِلَهِ يَعجَبُ مَن

يَعجَبُ وَالخَلقُ كُلُّهُ عَجَبُ

وَبِالرِضى وَالتَسليمِ يَنقَطِعُ الـ

ـهَمُّ وَبِالكُفرِ يَكثُرُ العَطَبُ

وَعِندَ حُسنِ التَقديرِ يَستَحكِمُ الـ

ـجَدُّ وَيَنبَتُّ اللَهوُ وَاللَعِبُ

وَفي جَميلِ القُنوعِ يَنخَفِضُ الـ

ـعَيشُ وَبِالحِرصِ يَعظُمُ التَعَبُ

إِنَّ الغِنى في النُفوسِ وَالعِزُّ تَقـ

ـوى اللَهِ لا فِضَّةٌ وَلا ذَهَبُ

وَحادِثاتُ الأَقدارِ تَجري وَما

تَجري بِشَيءٍ إِلّا لَهُ سَبَبُ







عطر الزنبق 04-04-2020 04:10 AM




https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif

سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ

عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ

تَعرو فُروعَ الآمِنيـ

ـنَ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ

حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ

تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ

يا نَفسُ توبي قَبلَ أَن

لا تَستَطيعي أَن تَتوبي

وَاستَغفِري لِذُنوبِكِ الرَ

حمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ

أَمّا الحَوادِثُ فَالرِيا

حُ بِهِنَّ دائِمَةُ الهُبوبِ

وَالمَوتُ خَلقٌ واحِدٌ

وَالخَلقُ مُختَلِفُ الضُروبِ

وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى

مِن خَيرِ مُكتَسَبِ الكَسوبِ

وَلَقَلَّ ما يَنجو الفَتى الـ

ـمَحمودُ مِن لَطخِ العُيوبِ





عطر الزنبق 04-04-2020 04:11 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


تَبارَكَ رَبٌّ لايَزالُ وَلَم يَزَل

عَظيمَ العَطايا رازِقاً دائِمَ السَيبِ

لَهِجتُ بِدارِ المَوتِ مُستَحسِناً لَها

وَحَسبي لِدارِ المَوتِ بِالمَوتِ مِن عَيبِ

لِيَخلُ امرُؤٌ دونَ الثِقاتِ بِنَفسِهِ

فَما كُلُّ مَوثوقٍ بِهِ ناصِحُ الجَيبِ

لَعَمرُكَ ما عَينٌ مِنَ المَوتِ في عَمىً

وَما عَقلُ ذي عَقلٍ مِنَ البَعثِ في رَيبِ

وَما زالَتِ الدُنيا تُري الناسَ ظاهِراً

لَها شاهِدٌ مِنهُ يَدُلُّ عَلى غَيبِ





عطر الزنبق 04-04-2020 04:11 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا

طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا

طالَما طاوَعتُ جَهلي وَلَهوي

طالَما نازَعتُ صَحبي الشَرابا

طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي

فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا

أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً

أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا

إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا

إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا

أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي

إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا

أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى

بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا

هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ

إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا

إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى

أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا

نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً

كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا

إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ

وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا

ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ

لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا

أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن

يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا

وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً

وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا

وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً

وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا

أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها

مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا

أَبَتِ الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ

آخِرَ الأَيّامِ إِلّا ذَهابا

إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا

مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا

ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ

نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا

بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ

إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا

غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ

يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا

أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ

أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا

أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ

قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا

إِنَّما داعي المَنايا يُنادي

إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا

جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا

أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا

لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى

يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا

لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى

أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا

سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم

أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا

أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر

ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا

وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً

فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا





عطر الزنبق 04-04-2020 04:12 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif




أَنَلهو وَأَيّامُنا تَذهَبُ

وَنَلعَبُ وَالمَوتُ لا يَلعَبُ

عَجِبتُ لِذي لَعِبٍ قَد لَها

عَجِبتُ وَمالِيَ لا أَعجَبُ

أَيَلهو وَيَلعَبُ مَن نَفسُهُ

تَموتُ وَمَنزِلُهُ يَخرَبُ

نَرى كُلَّ ما ساءَنا دائِباً

عَلى كُلِّ ما سَرَّنا يَغلِبُ

نَرى الخَلقَ في طَبَقاتِ البِلى

إِذا ما هُمُ صَعَّدوا صَوَّبوا

تَرى اللَيلَ يَطلُبُنا وَالنَهارَ

وَلَم نَدرِ أَيُّهُما أَطلَبُ

أَحاطَ الجَديدانِ جَمعاً بِنا

فَلَيسَ لَنا عَنهُما مَهرَبُ

وَكُلٌّ لَهُ مُدَّةٌ تَنقَضي

وَكُلٌّ لَهُ أَثَرٌ يُكتَبُ

إِلى كَم تُدافِعُ نَهيَ المَشيـ

ـبِ يا أَيُّها اللاعِبُ الأَشيَبُ

وَما زِلتَ تَجري بِكَ الحادِثاتُ

فَتَسلَمُ مِنهُنَّ أَو تُنكَبُ

سَتُعطى وَتُسلَبُ حَتّى تَكو

نَ نَفسُكَ آخِرَ ما يُسلَبُ










عطر الزنبق 04-04-2020 04:13 AM

https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif

طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب

فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب

فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً

إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب

وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي

هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب

تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي

كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب

فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ

أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب

وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ

إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب

أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ

كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب

أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ

إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب

أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ

لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب

وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً

فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب

فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ

وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب

وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ

وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب

وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم

عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب

وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً

وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب

عطر الزنبق 04-04-2020 04:14 AM




https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



ما لِلمَقابِرِ لا تُجيـ

ـبُ إِذا دَعاهُنَّ الكَئيبُ

حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَي

هِنَّ الجَنادِلُ وَالكَئيبُ

فيهِنَّ وِلدانٌ وَأَطـ

ـفالٌ وَشُبّانٌ وَشيبُ

كَم مِن حَبيبٍ لَم تَكُن

نَفسي بِفُرقَتِهِ تَطيبُ

غادَرتُهُ في بَعضِهِنـ

ـنَ مُجَدَّلاً وَهُوَ الحَبيبُ

وَسَلَوتُ عَنهُ وَإِنَّما

عَهدي بِرُؤيَتِهِ قَريبُ






عطر الزنبق 04-04-2020 04:14 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ

فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إِلى ذَهابِ

لِمَن نَبني وَنَحنُ إِلى تُرابٍ

نَصيرُ كَما خُلِقنا مِن تُرابِ

أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ بُدّاً

أَبيتَ فَلا تَحيفُ وَلا تُحابي

كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي

كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي

وَيا دُنيايَ ما لي لا أَراني

أَسومُكِ مَنزِلاً إِلّا نَبا بي

أَلا وَأَراكَ تَبذُلُ يا زَماني

لي الدُنيا وَتَسرِعُ بِاِستِلابي

وَإِنَّكَ يا زَمانُ لَذو صُروفٍ

وَإِنَّكَ يا زَمانُ لَذو اِنقِلابِ

وَمالي لَستُ أَحلُبُ مِنكَ شَطراً

فَأَحمَدَ غِبَّ عاقِبَةِ الحِلابِ

وَمالي لا أُلِحُّ عَلَيكَ إِلّا

بَعَثتَ الهَمَّ لي مِن كُلِّ بابِ

أَراكَ وَإِن طُلِبتَ بِكُلِّ وَجهٍ

كَحُلمِ النَومِ أَو ظِلَّ السَحابِ

أَوِ الأَمسِ الَّذي وَلّى ذَهاباً

فَلَيسَ يَعودُ أَو لَمعِ السَرابِ

وَهَذا الخَلقُ مِنكَ عَلى وَفازٍ

وَأَرجُلُهُم جَميعاً في الرِكابِ

وَمَوعِدُ كُلِّ ذي عَمَلٍ وَسَعيٍ

بِما أَسدى غَداً دارُ الثَوابِ

تَقَلَّدتُ العِظامَ مِنَ الخَطايا

كَأَنّي قَد أَمِنتُ مِنَ العِقابِ

وَمَهما دَمتُ في الدُنيا حَريصاً

فَإِنّي لا أُوَفَّقُ لِلصَوابِ

سَأَسأَلُ عَن أُمورٍ كُنتُ فيها

فَما عُذري هُناكَ وَما جَوابي

بِأَيِّ حُجَّةٍ أَحتَجُّ يَومَ الـ

ـحِسابِ إِذا ذُعيتُ إِلى الحِسابِ

هُما أَمرانِ يوضِحُ عَنهُما لي

كِتابي حينَ أَنظُرُ في كِتابي

فَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في نَعيمٍ

وَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في عَذابِ





عطر الزنبق 04-04-2020 04:15 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني

فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ

فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ

نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ

عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً

كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً

فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ





عطر الزنبق 04-04-2020 04:15 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


يا نَفسُ أَينَ أَبي وَأَينَ أَبو أَبي

وَأَبوهُ عُدّي لا أَبا لَكِ وَاِحسُبي

عُدّي فَإِنّي قَد نَظَرتُ فَلَم أَجِد

بَيني وَبَينَ أَبيكِ حَيّاً مِن أَبِ

أَفَأَنتِ تَرجينَ السَلامَةَ بَعدَهُم

مَهلاً هُديتِ لِسَمتِ وَجهِ المَطلَبِ

قَد ماتَ ما بَينَ الجَنينِ إِلى الرَضيـ

ـعِ إِلى الفَطيمِ إِلى الكَبيرِ الأَشيَبِ

فَإِلى مَتى هَذا أَراني لاعِباً

وَأَرى المَنونَ إِذا أَتَت لَم تَلعَبِ





عطر الزنبق 04-04-2020 04:15 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif

لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي

وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ

لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَهُ

ما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَبي

سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ

إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ







عطر الزنبق 04-04-2020 04:16 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



يا رُبَّ رِزقٍ قَد أَتى مِن سَبَب

لَو سَلَّمَ العَبدُ إِلَيهِ الطَلَب

وَرُبَّ مَن قَد جاءَهُ رِزقُهُ

مِن حَيثُ لايَرجو وَلايَحتَسِب

ما أَنفَعَ العَقلَ لِأَصحابِهِ

نَتيجَةُ العَقلِ تَمامُ الأَدَب

إِنّي أَرى المَغرورَ مَن غَرَّهُ ال

دَهرُ عَلى كَثرَةِ ما يَنقَلِب

ما يَستَقيمُ الأَمرُ إِلّا التَوى

وَلا يَجيءُ الشَيءُ إِلّا ذَهَب

وَالدَهرُ لا تَفنى أَعاجيبُهُ

في كُلِّ ما فَكَّرتَ فيهِ عَجَب

عطر الزنبق 04-04-2020 04:16 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


سُبحانَ رَبِّكَ ما أَراكَ تَتوبُ

وَالرَأسُ مِنكَ بِشَيبِهِ مَخضوبُ

سُبحانَ رَبِّكَ ذي الجَلالِ أَما تَرى

نُوَبَ الزَمانِ عَلَيكَ كَيفَ تَنوبُ

سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَغلِبُكَ الهَوى

سُبحانَهُ إِنَّ الهَوى لَغَلوبُ

سُبحانَ رَبِّكَ ما تَزالُ وَفيكَ عَن

إِصلاحِ نَفسِكَ فَترَةٌ وَنُكوبُ

سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَلتَذُّ اِمرُؤٌ

بِالعَيشِ وَهوَ بِنَفسِهِ مَطلوبُ

عطر الزنبق 04-04-2020 04:16 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



قَد سَمِعنا الوَعظَ لَويَنفَعُنا

وَقَرَأنا جُلَّ آياتِ الكُتُب

كُلُّ نَفسٍ سَتُوَفّى سَعيَها

وَلَها ميقاتُ يَومٍ قَد وَجَب

جَفَّتِ الأَقلامُ مِن قَبلُ بِما

خَتَمَ اللَهُ عَلَينا وَكَتَب

كَم رَأَينا مِن مُلوكٍ سادَةٍ

رَجَعَ الدَهرُ عَلَيهِم فَاِنقَلَب

وَعَبيدٍ خُوِّلوا ساداتِهِم

فَاِستَقَرَّ المُلكُ فيهِم وَرَسَب

لا تَقولَنَّ لِشَيءٍ قَد مَضى

لَيتَهُ لَم يَكُ بِالأَمسِ ذَهَب

وَاِسعَ لِليَومِ وَدَع هَمَّ غَدٍ

كُلُّ يَومٍ لَكَ فيهِ مُصطَرَب

يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل

يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب

كُلُّ نَفسٍ سَتُقاسي مَرَّةً

كُرَبَ المَوتِ فَلِلمَوتِ كُرَب

أَيُّها الناسِ ما حَلَّ بِكُم

عَجَباً مِن سَهوِكُم كُلَّ العَجَب

أَسَقامٌ ثُمَّ مَوتٌ نازِلٌ

ثُمَّ قَبرٌ وَنُشورٌ وَجَلَب

وَحِسابٌ وَكِتابٌ حافِظٌ

وَمَوازينُ وَنارٌ تَلتَهِب

وَصِراطٌ مَن يَزُل عَن حَدِّهِ

فَإِلى خِزيٍ طَويلٍ وَنَصَب

حَسبِيَ اللَهُ إِلَهاً واحِداً

لا لَعَمرُ اللَهِ ما ذا بِلَعِب

عطر الزنبق 04-04-2020 04:17 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ

إِنَّ الزَمانَ إِذا رَمى لَمُصيبُ

إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ

لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ

صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ

إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ

وَأَراكَ تَلتَمِسُ البَقاءَ وَطولُهُ

لَكَ مُهرِمٌ وَمُعَذِّبٌ وَمُذيبُ

وَلَقَد رَأَيتُكَ لِلزَمانِ مُجَرِّباً

لَو كانَ يُحكِمُ رَأيَكَ التَجريبُ

وَلَقَد يُكَلِّمُكَ الزَمانُ بِأَلسُنٍ

عَرَبِيَّةٍ وَأَراكَ لَستَ تُجيبُ

لَو كُنتَ تَفهَمُ عَن زَمانِكَ قَولَهُ

لَعَراكَ مِنهُ تَفَجُّعٌ وَنَحيبُ

أَلحَحتَ في طَلَبِ الصِبا وَضَلالِهِ

وَالمَوتُ مِنكَ وَإِن كَرِهتَ قَريبُ

وَلَقَد عَقَلتَ وَما أَراكَ بِعاقِلٍ

وَلَقَد طَلَبتَ وَما أَراكَ تُصيبُ

وَلَقَد سَكَنتَ صُحونَ دارِ تَقَلُّبٍ

أَبلى وَأَفنى دارَكَ التَقليبُ

أَمَعَ المَماتِ يَطيبُ عَيشُكَ يا أَخي

هَيهاتَ لَيسَ مَعَ المَماتِ يَطيبُ

زُغ كَيفَ شِئتَ عَنِ البِلى فَلَهُ عَلى

كُلَّ اِبنِ أُنثى حافِظٌ وَرَقيبُ

كَيفَ اِغتَرَرتَ بِصَرفِ دَهرِكَ يا أَخي

كَيفَ اِغتَرَرتَ بِهِ وَأَنتَ لَبيبُ

وَلَقَد حَلَبتَ الدَهرَ أَشطُرَ دَرِّهِ

حِقَباً وَأَنتَ مُجَرِّبٌ وَأَريبُ

وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنا

لِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُ

إِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلى

بَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ

لِلَّهِ دَرُّكَ عائِباً مُتَسَرِّعاً

أَيَعيبُ مَن هُوَ بِالعُيوبِ مَعيبُ

وَلَقَد عَجِبتُ لِغَفلَتي وَلِغِرَّتي

وَالمَوتُ يَدعوني غَداً فَأُجيبُ

وَلَقَد عَجِبتُ لِطولِ أَمنِ مَنِيَّتي

وَلَها إِلَيَّ تَوَثُّبٌ وَدَبيبُ

لِلَّهِ عَقلي ما يَزالُ يَخونَني

وَلَقَد أَراهُ وَإِنَّهُ لَصَليبُ

لِلَّهِ أَيّامٌ نَعِمتُ بِلينِها

أَيّامَ لي غُصنُ الشَبابِ رَطيبُ

إِنَّ الشَبابَ لَنافِقٌ عِندَ النِسا

ما لِلمَشيبِ مِنَ النِساءِ حَبيبُ







عطر الزنبق 04-04-2020 04:17 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif

ما اِستَعبَدَ الحِرصُ مَن لَهُ أَدَبُ

لِلمَرءِ في الحِرصِ هِمَّةٌ عَجَبُ

لِلَّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ

في كُلِّ ما لا يَنالَهُ أَرَبُ

ما زالَ حِرصُ الحَريصِ يُطعِمُهُ

في دَركِهِ الشَيءَ دونَهُ العَطَبُ

ما طابَ عَيشُ الحَريصُ قَطُّ وَلا

فارَقَهُ التَعسُ مِنهُ وَالنَصَبُ

البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ

لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ

لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ

إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ

مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً

لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ

مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ

لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ

مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً

يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ

مَن لَزِمَ الحِقدَ لَم يَزَل كَمِداً

تُغرِقُهُ في بُحورِها الكُرَبُ

المَرءُ مُستَأنِسٌ بِمَنزِلَةٍ

تَقتُلُ سُكّانَها وَتَستَلِبُ

وَالمَرءُ في لَهوِهِ وَباطِلِهِ

وَالمَوتُ في كُلِّ ذاكَ مُقتَرِبُ

يا خائِفَ المَوتِ لَستَ خائِفُهُ

وَالعُجبُ وَاللَهُ مِنكَ وَاللَعِبُ

دارُكَ تَنعي إِلَيكَ ساكِنَها

قَصرُكَ تُبلي جَديدَةَ الحِقَبُ

يا جامِعَ المالِ مُنذُ كانَ غَداً

يَأتي عَلى ما جَمَعتَهُ الحَرَبُ

إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما

زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ

إِيّاكَ وَالظُلمَ إِنَّهُ ظُلَمٌ

إِيّاكَ وَالظَنَّ إِنَّهُ كَذِبٌ

بَينا تَرى القَومَ في مَحَلَّتِهِم

إِذ قيلَ بادوا بِلىً وَقَد ذَهَبوا

يا بانِيَ القَصرِ يا مُشَيِّدَهُ

قَصرُكَ يُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ

إِنّي رَأَيتُ الشَريفَ مُعتَرِفاً

مُصطَبِراً لِلحُقوقِ إِذ تَجِبُ

وَقَد عَرَفتُ اللِئامَ لَيسَ لَهُم

عَهدٌ وَلا خِلَّةٌ وَلا حَسَبُ

إِحذَر عَلَيكَ اللِئامَ إِنَّهُمُ

لَيسَ يُبالونَ مِنكَ ما رَكِبوا

فَنِصفُ خُلقِ اللِئامِ مُذ خُلِقوا

دُلٌّ ذَليلٌ وَنِصفُهُ شَغَبُ

فِرَّ مِنَ اللُؤمِ وَاللِئامِ وَلا

تَدنُ مِنهُم فَإِنَّهُم جَرَبُ

عطر الزنبق 04-04-2020 04:18 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَتى تَتوبُ

وَقَد صَبَغَت ذَوائِبَكَ الخُطوبُ

كَأَنَّكَ لَستَ تَعلَمُ أَيُّ حَثٍّ

يَحُثُّ بِكَ الشُروقُ وَلا الغُروبُ

أَلَستَ تَراكَ كُلَّ صَباحِ يَومٍ

تُقابِلُ وَجهَ نائِبَةٌ تَنوبُ

لَعَمرُكَ ما تَهُبُّ الريحُ إِلّا

نَعاكَ مُصَرِّحاً ذاكَ الهُبوبُ

إِلا لِلَّهِ أَنتَ فَتىً وَكَهلاً

تَلوحُ عَلى مَفارِقِهِ الذُنوبُ

هُوَ المَوتُ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ

فَلا تَلعَب بِكَ الأَمَلُ الكَذوبُ

وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيماً

وَأَنتَ لِكُلِّ ما تَهوى رَكوبُ

وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا

وَلَكِن إِنَّما تَعمى القُلوبُ

وَتُصبِحُ صاحِكاً ظَهراً لِبَطنٍ

وَتَذكُر ما اِجتَرَمتَ فَلا تَذوبُ

أَلَم تَرَ إِنَّما الدُنيا حُطامٌ

تَوَقَّدُ بَينَنا فيها الحُروبُ

إِذا نافَستَ فيهِ كَساكَ ذُلّاً

وَمَسَّكَ في مُطالِبِهِ اللُغوبُ

أَراكَ تَغيبُ ثُمَّ تَأوبُ يَوماً

وَيوشِكُ أَن تَغيبَ وَلا تَأوبُ

أَتَطلُبُ صاحِباً لا عَيبَ فيهِ

وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ

رَأَيتُ الناسَ صالِحُهُم قَليلٌ

وَهُم وَاللَهُ مَحمودٌ ضُروبُ

وَلَستُ مُسَمِّياً بَشَراً وَهوباً

وَلَكِنَّ الإِلَهَ هُوَ الوَهوبُ

فَحاشَ لِرَبِّنا عَن كُلِّ نَقصٍ

وَحاشَ لِسائِليهِ أَن يَخيبوا

عطر الزنبق 04-04-2020 04:18 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif


لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ

وَالدَهرُ فيهِ وَفي تَصريفِهِ عَجَبُ

ما الناسُ إِلّا مَعَ الدُنيا وَصاحِبِها

فَكَيفَ ما اِنقَلَبَت يَوماً بِهِ اِنقَلَبوا

يُعَظِّمونَ أَخا الدُنيا وَإِن وَثَبَت

يَوماً عَلَيهِ بِما لا يَشتَهي وَثَبوا

لا يَحلِبونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ

حَتّى يَكونَ لَهُم صَفّو الَّذي حَلَبوا

عطر الزنبق 04-04-2020 04:19 AM





https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif



إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل

خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ

وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى

وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ

لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت

ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ

فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى

وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ

إِذا ما مَضى القَرنُ الَّذي كُنتَ فيهِم

وَخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأَنتَ غَريبُ

وَإِنَّ امرَأً قَد سارَ خَمسينَ حِجَّةً

إِلى مَنهَلٍ مِن وِردِهِ لَقَريبُ

نَسيبُكَ مَن ناجاكَ بِالوِدِّ قَلبُهُ

وَلَيسَ لِمَن تَحتَ التُرابِ نَسيبُ

فَأَحسِن جَزاءً ما اجتَهَدتَ فَإِنَّما

بِقَرضِكَ تُجزى وَالقُروضُ ضُروبُ

عطر الزنبق 04-04-2020 04:20 AM



https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif




أَذَلَّ الحِرصُ وَالطَمَعُ الرِقابا

وَقَد يَعفو الكَريمُ إِذا اِستَرابا

إِذا اِتَّضَحَ الصَوابُ فَلا تَدَعهُ

فَإِنَّكَ كُلَّما ذُقتَ الصَوابا

وَجَدتَ لَهُ عَلى اللَهَواتِ بَرداً

كَبَردِ الماءِ حينَ صَفا وَطابا

وَلَيسَ بِحاكِمٍ مَن لا يُبالي

أَأَخطَأَ في الحُكومَةِ أَم أَصابا

وَإِنَّ لِكُلِّ تَلخيصٍ لَوَجهاً

وَإِنَّ لِكُلِّ مَسأَلَةٍ جَوابا

وَإِنَّ لِكُلِّ حادِثَةٍ لَوَقتاً

وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا

وَإِنَّ لِكُلِّ مُطَّلَعٍ لَحَدّاً

وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا

وَكُلُّ سَلامَةٍ تَعِدُ المَنايا

وَكُلُّ عِمارَةٍ تَعِدُ الخَرابا

وَكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصيرُ يَوماً

وَما مَلَكَت يَداهُ مَعاً تَبابا

أَبَت طَرَفاتُ كُلِّ قَريرِ عَينٍ

بِها إِلّا اِضطِراباً وَاِنقِلابا

كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا سَرابٌ

وَأَيُّ يَدٍ تَناوَلتِ السَرابا

وَإِن تَكُ مُنيَةٌ عَجِلَت بِشَيءٍ

تُسَرُّ بِهِ فَإِنَّ لَها ذَهابا

فَيا عَجَباً تَموتُ وَأَنتَ تَبني

وَتَتَّخِذُ المَصانِعَ وَالقِبابا

أَراكَ وَكُلَّما أَغلَقتَ باباً

مِنَ الدُنيا فَتَحتَ عَلَيكَ بابا

أَلَم تَرَ أَنَّ كُلَّ صَباحِ يَومٍ

يَزيدُكَ مِن مَنِيَّتِكَ اِقتِرابا

وَحَقَّ لِموقِنٍ بِالمَوتِ أَلّا

يُسَوِّغَهُ الطَعامَ وَلا الشَرابا

يُدَبِّرُ ما نَرى مَلِكٌ عَزيزٌ

بِهِ شَهِدَت هَوادِثُهُ وَغابا

أَلَيسَ اللَهُ مِن كُلِّ قَريباً

بَلى مِن حَيثُ ما نودي أَجابا

وَلَم تَرَ سائِلاً لِلَّهِ أَكدى

وَلَم تَرَ راجِياً لِلَّهِ خابا

رَأَيتُ الروحَ جَدبَ العَيشِ لَمّا

عَرَفتُ العَيشَ مَخضاً وَاِحتِلابا

وَلَستَ بِغالِبِ الشَهَواتِ حَتّى

تُعِدَّ لَهُنَّ صَبراً وَاِحتِسابا

فَكُلُّ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت

تَخِفُّ إِذا رَجَوتَ لَها ثَوابا

كَبِرنا أَيُّها الأَترابُ حَتّى

كَأَنّا لَم نَكُن حيناً شَبابا

وَكُنّا كَالغُصونِ إِذا تَثَنَّت

مِنَ الرَيحانِ مونِقَةً رِطابا

إِلى كَم طولُ صَبوَتِنا بِدارٍ

رَأَيتُ لَها اِغتِصاباً وَاِستِلابا

أَلا ما لِلكُهولِ وَلِلتَصابي

إِذا ما اِغتَرَّ مُكتَهِلُ تَصابى

فَزِعتُ إِلى خِضابِ الشَيبِ مِنهُ

وَإِنَّ نُصولَهُ فَضَحَ الخِضابا

مَضى عَنّي الشَبابُ بِغَيرِ وُدّي

فَعِندَ اللَهِ أَحتَسِبُ الشَبابا

وَما مِن غايَةٍ إِلّا المَنايا

لِمَن خَلِقَت شَبيبَتُهُ وَشابا

وَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ

إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا


عطر الزنبق 04-06-2020 03:20 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L


يا مَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ

أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى

أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم

مَن ماتَ أَصبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى

يا مَن أَقامَ وَقَد مَضى إِخوانُهُ

ما أَنتَ إِلّا واحِدٌ مِمَّن مَضى

أَنَسيتَ أَن تُدعى وَأَنتَ مُحَشرِج

ما إِن تَفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَن دَعا

أَمّا خُطاكَ إِلى العَمى فَسَريعَةٌ

وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا





عطر الزنبق 04-06-2020 03:20 AM



https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى

مَنَ اَحَسُّهُم لي بَينَ أَطباقِ الثَرى

مَنَ اَحَسَّ لي مَن كُنتُ آلَفُهُ وَيَأ

لَفُني فَقَد أَنكَرتُ بُعدَ المُلتَقى

مَنَ اَحَسَّهُ لي إِذ يُعالِجُ غُصَّةً

مُتَشاغِلاً بِعِلاجِها عَمَّن دَعا

مَنَ اَحَسَّهُ لي فَوقَ ظَهرِ سَريرِهِ

يَمشي بِهِ نَفَرٌ إِلى بَيتِ البِلى

يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ

أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى

أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ

وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا

وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم

لِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى

وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً

وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفا

وَهِيَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً

فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى

إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ

ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى

لا يَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي

أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى

خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ

فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى

عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ

وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى

وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ

مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا

وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن

دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى

ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما

رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا

وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ الـ

ـمَلِكِ الرَحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا

يا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها

وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى

وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ

في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى

أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا

فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى

أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً

يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا

وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا

كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى

وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا

أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى

أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا

ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى

وَهُوَ الخَفِيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي

هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى

وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلقَهُ

وَهُوَ الَّذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى

وَهُوَ الَّذي يَقضي بِما هُوَ أَهلُهُ

فينا وَلا يُقضى عَلَيهِ إِذا قَضى

وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً

صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ المُصطَفى

وَهُوَ الَّذي أَنجى وَأَنقَذَنا بِهِ

بَعدَ الصَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى

حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي

حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى

وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ وَفيهِما

عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكرَةٌ لِأُلي النُهى

حَتّى مَتى تَبغي عِمارَةَ مَنزِلٍ

لا تَأمَنُ الرَوعاتِ فيهِ وَلا الأَذى

يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُر

بِ الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى

أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم

أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى

أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم

إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى

أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم

مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى

كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ

فَدَعَوتُهُ لِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى

أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَت

ما كانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى

أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما

قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى

أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ الـ

ـمَأوى وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا

قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً

فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى

فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى

قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى

تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً

وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى

وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَت

كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا






عطر الزنبق 04-06-2020 03:21 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى

كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها

يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ

ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا

نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ

وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا

ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ

ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى

الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ

وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ

آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى

ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ

يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى

وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم

وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى

وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها

في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى




عطر الزنبق 04-06-2020 03:21 AM



https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا

وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى

إِنّي رَأَيتُ عَواقِبَ الدُنيا

فَتَرَكتُ ما أَهوى لِما أَخشى

فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها

فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى

وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ

بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى

وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا

كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى

وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً

بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى

وَلَقَد طَلَبتُ فَلَم أَجِد كَرَماً

أَعلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَقوى

وَلَقَد مَرَرتُ عَلى القُبورِ فَما

مَيَّزتُ بَينَ العَبدِ وَالمَولى

ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً

لَم يَخلُ صاحِبُها مِنَ البَلوى

دارُ الفَجائِعِ وَالهُمومِ وَدا

رُ البَثِّ وَالأَحزانِ وَالشَكوى

بَينا الفَتى فيها بِمَنزِلَةٍ

إِذ صارَ تَحتَ تُرابِها مُلقى

تَقفو مَساويها مَحاسِنَها

لا شَيءَ بَينَ النَعيِ وَالبُشرى

وَلَقَلَّ يَومٌ ذَرَّ شارِقُهُ

إِلّا سَمِعتَ بِهالِكٍ يُنعى

لا تَعتَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَما

عِندَ الزَمانِ لِعاتِبٍ عُتبى

وَلَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما

يَأتي بِهِ فَلَقَلَّ ما تَرضى

المَرءُ يوقِنُ بِالقَضاءِ وَما

يَنفَكُّ أَن يُعنى بِما يُكفى

لِلمَرءِ رِزقٌ لا يَموتُ وَإِن

جَهَدَ الخَلائِقُ دونَ أَن يَفنى

يا بانِيَ الدارِ المُعِدِّ لَها

ماذا عَمِلتَ لِدارِكَ الأُخرى

وَمُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرَةِ لا

تُغفِل فِراشَ الرَقدَةِ الكُبرى

لَو قَد دُعيتَ لَما أَجَبتَ لِما

تُدعى لَهُ فَانظُر لِما تُدعى

أَتُراكَ تَحصي مَن رَأَيتَ مِنَ ال

أَحياءِ ثُمَّ رَأَيتَهُم مَوتى

فَلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ المَوتى

وَلَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى

مَن أَصبَحَت دُنياهُ غايَتَهُ

فَمَتى يَنالُ الغايَةَ القُصوى

بِيَدِ الفَناءِ جَميعُ أَنفُسِنا

وَيَدُ البِلى فَلَها الَّذي يُبنى

لا تَغتَرِر بِالحادِثاتِ فَما

لِلحادِثاتِ عَلى امرِئٍ بُقيا

لا تَغبِطَنَّ أَخاً بِمَعصِيَةٍ

لا تَغبِطَن إِلّا أَخا التَقوى

سُبحانَ مَن لا شَيءَ يَعدِلُهُ

كَم مِن بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمى

سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِن سَعَةٍ

سُبحانَ مَن أَعطاكَ ما أَعطى

فَلَئِن عَقَلتَ لَتَشكُرَنَّ وَإِن

تَشكُر فَقَد أَغنى وَقَد أَقنى

وَلَئِن بَكَيتَ لِرِحلَةٍ عَجِلاً

نَحوَ القُبورِ فَمِثلُها أَبكى

وَلَئِن قَنِعتَ لَتَظفَرَنَّ بِما

فيهِ الغِنى وَالراحَةُ الكُبرى

وَلَئِن رَضيتَ عَلى الزَمانِ فَقَد

أَرضى وَأَغضَبَ قَبلَكَ النَوكى

وَلَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ

وَلَقَلَّ مَن يَصفو لَهُ المَحيا

وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت

في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى

وَالحَقُّ أَبلَجُ لا خَفاءَ بِهِ

مُذ كانَ يُبصِرُ نورَهُ الأَعمى

وَالمَرءُ مُستَرعىً أَمانَتَهُ

فَليَرعَها بِأَصَحِّ ما يُرعى

وَالرِزقُ قَد فَرَضَ الإِلَهُ لَنا

مِنهُ وَنَحنُ بِجَمعِهِ نُعنى

عَجَباً عَجِبتُ لِطالِبٍ ذَهَباً

يَفنى وَيَرفُضُ كُلَّ ما يَبقى

حَقّاً لَقَد سَعِدَت وَما شَقِيَت

نَفسُ امرِئٍ يَرضى بِما يُعطى





عطر الزنبق 04-06-2020 03:21 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
أَما مِنَ المَوتِ لِحَيٍّ نَجا

كُلُّ امرِئٍ آتٍ عَلَيهِ الفَنا

تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ

لِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةٌ وَانقِضا

يُقَدِّرُ الإِنسانُ في نَفسِهِ

أَمراً وَيَأباهُ عَلَيهِ القَضا

وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا

يَرجو وَأَحياناً يُضِلُّ الرَجا

اليَأسُ يَحمي لِلفَتى عِرضَهُ

وَالطَمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيا

ما أَزيَنَ الحِلمَ لِأَربابِهِ

وَغايَةُ الحِلمِ تَمامُ التُقى

وَالحَمدُ مِن أَربَحِ كَسبِ الفَتى

وَالشُكرُ لِلمَعروفِ نِعمَ الجَزا

يا آمِنَ الدَهرِ عَلى أَهلِهِ

لِكُلِّ عَيشٍ مُدَّةٌ وَانتِها

بَينَا يُرى الإِنسانُ في غِبطَةٍ

أَصبَحَ قَد حَلَّ عَلَيهِ البِلى

لا يَفخَرِ الناسُ بِأَنسابِهِم

فَإِنَّما الناسُ تُرابٌ وَما






عطر الزنبق 04-06-2020 03:22 AM



https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا

أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى

مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً

إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى

لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ

مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى

وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ

لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى





عطر الزنبق 04-06-2020 03:23 AM



https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى

وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى

وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ

بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى

وَكُلُّ الفُكاهاتِ مَملولَةٌ

وَطولُ التَعاشُرِ فيهِ القِلى

وَكُلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ

وَكُلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلى

وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ آفَةٌ

وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ مُنتَهى

وَلَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يَدٍ

وَلَكِن غِنى النَفسِ كُلُّ الغِنى

وَإِنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ

يَدُلُّ عَلى صانِعٍ لا يُرى










عطر الزنبق 04-06-2020 03:23 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
لِلَّهِ أَنتَ عَلى جَفائِكَ

ماذا أُؤَمِّلُ مِن وَفائِك

إِنّي عَلى ما كانَ مِنـ

ـكَ لَواثِقٌ بِجَميلِ رائِك

فَكَّرتُ فيمَ جَفَوتَني

فَوَجَدتُ ذاكَ لِطولِ نائِك

فَرَأَيتُ أَن أَسعى إِلَيـ

ـكَ وَأَن أُبادِرَ في لِقائِك

حَتّى أُجَدِّدُ ما تَغَيَّـ

ـرَ لي وَأَخلَقَ مِن إِخائِك




يا طالِبَ الحِكمَةِ مِن أَهلِها

النورُ يَجلو لَونَ ظَلمائِهِ

وَلأَصلُ يَسقي أَبَداً فَرعَهُ

وَتُثمِرُ الأَكمامُ مِن مائِهِ

مَن حَسَدَ الناسَ عَلى مالِهِم

تَحَمَّلَ الهَمَّ بِأَعبائِهِ

وَالدَهرُ رَوّاغٌ بِأَبنائِهِ

يَغُرُّهُم مِنهُ بِحَلوائِهِ

يُلحِقُ آباءً بِأَبنائِهِم

وَيُلحِقُ الإِبنَ بِآبائِهِ

وَالفِعلُ مَنسوبٌ إِلى أَهلِهِ

كَلشَيءِ تَدعوهُ بِأَسمائِهِ




بَكى شَجوَهُ الإِسلامُ مِن عُلَمائِهِ

فَما اكتَرَثوا لِما رَأَوا مِن بُكائِهِ

فَأَكثَرُهُم مُستَقبِحٌ لِصَوابِ مَن

يُخالِفُهُ مُستَحسِنٌ لِخَطائِهِ

فَأَيُّهُمُ المَرجُوُّ فينا لِدينِهِ

وَأَيُّهُمُ المَوثوقُ فينا بِرائِهِ






عطر الزنبق 04-06-2020 03:24 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
أَلا نَحنُ في دارٍ قَليلٍ بَقائُها

سَريعٍ تَدانيها وَشيكٍ فَنائُها

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا التُقى وَالنُهى فَقَد

تَنَكَّرَتِ الدُنيا وَحانَ انقِضاؤُها

غَداً تَخرَبُ الدُنيا وَيَذهَبُ أَهلُها

جَميعاً وَتُطوى أَرضُها وَسَماؤُها

وَمَن كَلَّفَتهُ النَفسُ فَوقَ كَفافِها

فَما يَنقَضي حَتّى المَماتِ عَناؤُها

تَرَقَّ مِنَ الدُنيا إِلى أَيِّ غايَةٍ

سَمَوتَ إِلَيها فَالمَنايا وَراؤُها





عطر الزنبق 04-06-2020 03:24 AM

https://img-fotki.yandex.ru/get/6604...950_88e11939_L
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ

كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ

فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما

تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ

حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ

وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ

فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ

فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَماءِ

لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِراً

وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ

وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ

وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ

وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ

وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ

وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ

وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ

وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ

وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ

أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ

تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ

وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ

وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ

إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى

فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ

أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى

بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ

وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ

وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ

طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً

وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ

وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ

وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ

وَكَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ

حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ

أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ

يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ

خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم

وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ

وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا

وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ





عطر الزنبق 04-06-2020 03:27 AM

الخَيرُ وَالشَرُّ عاداتٌ وَأَهواءُ

وَقَد يَكونُ مِنَ الأَحبابِ أَعداءُ

لِلحِلمِ شاهِدُ صِدقٍ حينَ ما غَضَبٌ

وَلِلحَليمِ عَنِ العَوراتِ إِغضاءُ

كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌ

وَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُ

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِندَ عالِمِهِ

مَن لَم يَكُن عالِماً لَم يَدرِ ما الداءُ

الحَمدُ لِلَّهِ يَقضي ما يَشاءُ وَلا

يُقضى عَلَيهِ وَما لِلخَلقِ ما شاؤوا

لَم يُخلَقِ الخَلقُ إِلّا لِلفَناءِ مَعاً

نَفنى وَتَفنى أَحاديثٌ وَأَسماءُ

يا بُعدَ مَن ماتَ مِمَّن كانَ يُلطِفُهُ

قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ

يُقصي الخَليلُ أَخاهُ عِندَ ميتَتِهِ

وَكُلُّ مَن ماتَ أَقصَتهُ الأَخِلّاءُ

لَم تَبكِ نَفسَكَ أَيّامَ الحَياةِ لِما

تَخشى وَأَنتَ عَلى الأَمواتِ بَكّاءُ

أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَمِن سَرَفي

إِنّي وَإِن كُنتُ مَستوراً لَخَطّاءُ

لَم تَقتَحِم بي دَواعي النَفسِ مَعصيةً

إِلّا وَبَيني وَبَينَ النورِ ظَلماءُ

كَم راتِعٍ في ظِلالِ العَيشِ تَتبَعُهُ

مِنهُنَّ داهِيَةٌ تَرتَجُّ دَهياءُ

وَلِلحَوادِثِ ساعاتٌ مُصَرَفَةٌ

فيهِنَّ لِلحَينِ إِدناءٌ وَإِقصاءُ

كُلٌّ يُنَقَّلُ في ضيقٍ وَفي سَعَةٍ

وَلِلزَمانِ بِهِ شَدٌّ وَإِرخاءُ

الحَمدُ لِلَّهِ كُلٌّ ذو مُكاذَبَةٍ

صارَ التَصادُقُ لا يُسقى بِهِ الماءُ










انثى برائحة الورد 04-06-2020 06:05 PM

موسوعة شاملة و كاملة
سلمتى غاليتي

عطر الزنبق 04-07-2020 05:44 AM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QM...s/viewpost.gif
موسوعة شاملة و كاملة
سلمتى غاليتي



https://wir.skyrock.net/wir/v1/resiz...WrjU.gif&w=600

مديح ال قطب 05-10-2020 11:50 PM

هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس

عطر الزنبق 05-12-2020 02:22 AM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مديح ال قطب https://www.skoon-elamar.com/vb/rmda...s/viewpost.gif
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس




https://wir.skyrock.net/wir/v1/resiz...WrjU.gif&w=600

شيخة الزين 07-18-2020 05:23 PM














يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري












عطر الزنبق 07-21-2020 12:37 AM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QM...s/viewpost.gif













يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري










https://wir.skyrock.net/wir/v1/resiz...WrjU.gif&w=600


الساعة الآن 10:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا