عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-07-2024, 02:10 PM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2178 يوم
 أخر زيارة : اليوم (02:21 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 100,020 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
6 الجانب الرباني في حياة المصطفى.



الجانب الرباني في حياة المصطفى.



القرآن هو الروح الذي به حياة كل مخلوق؛ فالقرآن الكريم هو الكتاب الخالد لهذه الأمة، ودستورها الشامل
وحاديها الهادي، وقائدها الأمين، كما أنه الكتاب الخالد للدعوة الإسلامية، ودليلها في الحركة في كل حين،
وله أهمية كبيرة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة؛ فهو يعالج بناء هذا الإنسان نفسه، بناء
شخصيته وضميره وعقله وتفكيره، ويشرع من التشريعات ما يحفظ كيان الأسرة؛ تظللها السكينة وتحفها
المودة والرحمة، كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح لهذا الإنسان بأن يحسن استخدام الطاقات
الكامنة في المجتمع، ويؤسس للدولة القوية المهيبة المستقلة، وينشد الأمة القوية المتماسكة الشاهدة على العالمين.
ولقد كان رسولنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم، ونحن في شهر مولده ـ ترجمة حية لهذا القرآن على الأرض
حيث روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن سعد بن هشام بن عامر قال: أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين
أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز و جل:
"وإنك لعلي خلق عظيم".
إن شخص رسولنا عليه الصلاة والسلام قد توفر فيه ما يمكن أن يتوفر في إنسان من الكمال الإنساني، وقد ضرب
المثل الأعلى في كل مجال من مجالات الحياة، فما بالك بالجانب الرباني الروحي النفسي؟!
لم نقرأ مرة أو يروَ عن النبي رواية تقضي بأنه شغل يوما عن ربه، وتلهى بمسئولياته ـ وما أكثرها ـ عن الوقوف
بين يدي مولاه، فهو زوج لتسع نسوة كل زوجة لها حاجات ورغبات وتطلعات وأشواق، وله أصحاب وأمة يقوم
على تربيتها وتبليغها، وإقامة الحجة عليها، وتبليغ الدعوة لها، وأمامه أعداء متنوعون: فهذه الجبهة الوثنية، وتلك
الجبهة اليهودية، وهذه النصرانية البيزنطية، وداخل الدولة الطابور الخامس من المنافقين الذين يظهرون الإسلام
ويبطنون الكفر، ورغم هذا كله لم يفتر يوما من الأيام أو ليلة من الليالي عن عبادة ربه، والعيش
في ظلال محبته ولذة مناجاته.
ما أحوجنا اليوم أن نعيد إلى أرواحنا التوازن، ونحن نمر في زمن بعد ثورة كانت بمثابة الزلزال الذي لا تزال
أصداؤه تتردد حتى اليوم في صورة انفلات شامل، وجدال ومراء، يقسي القلوب ويجفف الأرواح ويشوه النفوس.
وفي عصور ما بعد الأحداث الكبرى تكون الأمة المسلمة في حاجة إلى قراءة جديدة لمصدري الوحي: القرآن والسنة
والسيرةُ جزء من هذا، فهي التطبيق العملي للإسلام، واستلهام هذا كله للنهضة بواقعنا، والعيش بتوازن في حياتنا.
ومن حسن حظنا، ومن مقومات فخرنا وعزنا أن سيرة رسولنا مدونة بكل ما فيها، بما لم يتوفر لنبي من الأنبياء أو
لرسول من الرسل، ليس في سيرته أسرار ولا دهاليز ولا سراديب ولا أنساق مغلقة ولا خصوصيات، وإنما هي
مكشوفة واضحة، ومروية جيلا بعد جيل، حتى الأمور الخاصة رواها تسع نسوة، إن نسيتْ واحدة ذكرتها الأخرى.
فليكن شهر ربيع الأول: شهر قراءة جديدة لسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، واستلهام ما فيها من جوانب ربانية شاملة، تعيد التوازن إلى نفوسنا، والصدق في أقوالنا، والجودة والإتقان في أفعالنا؛ فهذا هو مناط الفلاح
والنجاح والخلود، ومنبع الفخر والتحضر لدعوتنا وبلدنا وأمتنا.





رد مع اقتباس