كيف نحمي الأسرة
د. محمد الجارالله


تعتبر الأسرة ركيزة من أهم ركائز محاربة التطرف والإرهاب والطائفية، وهي صمام الأمان الأول لحماية ابناء وبنات الأسرة من الانزلاق في المخاطر بجميع انواعها واشكالها، بما في ذلك تعاطي المخدرات بانواعها أو الشذوذ وحتى المعاكسات.

يتطلب الموضوع ان نساعد الاسرة والأم تحديدا، على وعي وادراك اهمية تحصين افراد الاسرة من الاخطاء والانحرافات السلوكية، حتى لا تكون الاسرة بصفة العموم والوالدين خصوصا مغذية للفكر المتطرف، والجنوح نحو بعض الجرائم بأنواعها، وحتى لا تكون الاسرة هي معول الهدم لافرادها، اما جهلا بتلك المخاطر، أو معينة ومساعدة على انحراف الأبناء، ويجب ان نحمي الأسرة من صناعة ابناء متطرفين فكريا، أو لديهم الاستعداد للانحراف السلوكي، ويسهل اصطياده سواء من المنظمات الإرهابية أو من الجماعات الإجرامية.

بطبيعة الحال وعي الاسرة بالمخاطر التي تحيط بافرادها امر مهم حتى تكون الاسرة هي الحصن الحصين لوقاية الابناء ومتابعتهم من الجنوح نحو الافكار الهدامة، والانخراط في عالم الاجرام والجريمة، وملاحظة اي بوادر أو سلوك منحرف، ولاشك ان تنشئة أفراد الأسرة التنشئة السليمة امر يساعدها على توجيههم للبعد عن محاضن التطرف والافكار الاجرامية والارهابية، وحمايتهم والتصدي للمنظمات الارهابية والمتطرفة من اختطاف الابناء لعالم الجريمة.

تكمن خطورة عدم وعي الام في انها الاكثر قربا من الاب لافراد الاسرة، وانخراط الام في عالم الارهاب والفكر المتطرف يعتبر أمرا له خطورته، فهي ستغذي الابناء بتلك الافكار الهدامة، خاصة اذا ما كانت الام متعلمة وتملك قوة في التأثير وتستطيع ان توجد ارض خصبة لنماء الفكر الارهابي المتطرف، ويسهل وصول الجماعات المتطرفة والارهابية الى عقلية الابناء والتأثير عليهم.

ماذا بقي؟

تقتضي الضرورة ان تغرس الأسرة القيم الاسلامية في نفوس ابنائها منذ صغرهم، وذلك بالتعاطي الاسري الجيد، وتربيتهم على احترام الآخرين، خاصة من يكبرهم سنا، وعلى غرس المبادئ والمثل الاسلامية في حسن التعامل، ولا نغفل العالم المحيط بالابناء مثل المدارس والحي والرفاق، وعلى الحكومات ان تعالج مشاكل الشباب، مثل مشكلة البطالة، والفقر، وأزمة السكن، والعلاج، وهناك امر في غاية الاهمية، وهو وجود القدوة الحسنة في المجتمع، وتقوية وتعزيز اواصر الصلة بين الشباب بصفة خاصة، والمواطنين بصفة عامة، والمسؤولين عن الأمن ومؤسسات المجتمع المدني.