عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2020, 11:14 AM   #4


الصورة الرمزية مديح ال قطب
مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي



لماذا لم يكن عنوان هذا الموضوع ((حجاب المرأة المسلمة)) ؟

قد صارت عادة الكتاب في زماننا , بل صار شائعاً علي ألسنة الناس , تسمية اللباس الشرعي ((حجاب)) وإطلاق لفظ ((محجَّبة)) علي المرأة الملتزمة بهذا اللباس. حقا إنه لا مشاحة في الاصطلاح كما يقولون , ولكن يجب اجتناب استعمال المصطلح المحدث أي ((الحجاب)) لعدة أمور:

1. مخالفة المصطلح المحدث لمعني الحجاب الوارد في القرآن الكريم:

قال تعالي:

• { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب }
• { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتي توارت بالحجاب }
• { وبينهما حجاب وعلي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم }
• { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا }
• { فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا }
• { وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعوننا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون }
• { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب }

الحجاب يعني شيئاً يحجز بين طرفين , فلا يري أحدهما الآخر , ولا يمكن أن يعني لباساً يلبسه إنسان , لأن اللباس أيا كان قدره ونوعه ولو ستر جميع بدن المرأة حتي وجهها فلن يمنع المرأة أن تري الناس من حولها , ولن يمنع الناس أن يروا شخص المرأة. والحجاب الوارد في قوله تعالي: {فاسألوهن من وراء حجاب} هو الستر الذي يكون في البيت ويرخي ليفصل بين مجلس الرجال ومجلس النساء.

2. مخالفة المصطلح المحدث لمعني الحجاب الوارد في السنة:

• عن عائشة قالت : جاء عمي من الرضاعة فاستأذن علي فأبيت أن آذن له حتي أسأل رسول الله... وذلك بعد أن ضُرب علينا الحجاب , وفي رواية مسلم : استأذن عليها فحجبته فأخبرت رسول الله فقال لها : لاتحتجبي منه.

• عن أنس قال : لما تزوج رسول الله زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون... فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتي دخل فذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبي }, وزاد مسلم في روايته : وحُجبن نساء النبي صلي الله عليه وسلم.

3. اختلاف النتائج المترتبة علي كل من ((الحجاب)) و((اللباس)):

إن الحجاب يمنع رؤية الرجال النساء وفي الوقت نفسه يمنع رؤية النساء الرجال. ولذلك قال تعالي :{ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} فطهارة القلوب بالنسبة للرجال بسبب أنهم لايرون أمهات المؤمنين , وبالنسبة لأمهات المؤمنين بسبب أنهن لا يرين الرجال , فيصبحْن غير مُتصورات إلا بعنوان الأمومة بعد حظر زواجهن من بعده صلي الله عليه وسلم. أما اللباس الذي تلبسه النساء حتي مع تغطية الوجه فيسمح لهن برؤية الرجال.

يقول الألباني: "وقد بدا لي وأنا بصدد تحضير مادة "الرد المفحم" أن أستبدل اسم الكتاب "حجاب المرأة المسلمة...." بـ "جلباب المرأة المسلمة...." لما بينهما من الفرق في الدلالة والمعني".

4. اختصاص نساء النبي صلي الله عليه وسلم ((بالحجاب)) دون عامة نساء المؤمنين:

مما سبق الاحتجاب هو منع نساء النبي صلي الله عليه وسلم من لقاء الرجال الأجانب دون حجاب والابتعاد بشخوصهن تماماً عن أبصار الرجال.وهكذا فالحجاب أدب خاص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم في تعاملهن مع الرجال داخل البيوت.أما الستر الكامل للبدن مع الوجه عند الخروج للحاجة فإنه بديل مؤقّت عن الاحتجاب.وفي هذه الحالة نساء النبي صلي الله عليه وسلم يلبسن (اللباس الشرعي) ولا يسمي (حجابا).

قال بن قتيبة: ونحن نقول أن الله عز وجل أمر أزواج النبي صلي الله عليه وسلم بالاحتجاب اذ أمرنا أن لا نكلمهن إلا من وراء حجاب فقال : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}... وهذه خاصة لأزواج رسول الله كما خصصن بتحريم النكاح علي جميع المسلمين.



 
 توقيع : مديح ال قطب



إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى
فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان



رد مع اقتباس