عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-29-2013, 08:57 PM
عبدالله البنين
الوعد الصادق غير متواجد حالياً
Morocco    
لوني المفضل Darkgray
 رقم العضوية : 252
 تاريخ التسجيل : 01-01-2013
 فترة الأقامة : 4185 يوم
 أخر زيارة : 04-04-2017 (10:24 PM)
 المشاركات : 187 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الوعد الصادق is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ايها القلب العزيز ـ 2



ايها الْقَلْبُ الْعَزِيزُ 2
ك : الوعد الصادق
يَقِينَكَ صَادِقٌ ، وَضَمِيرَكَ حَيٌّ أَنْفٌ ، فِي أَنَّهُمْ يَسْرِقُونَ مَا لَيْسَ بِحَقِّهُمْ , فان يُكَنْ سُرِقُوا مِنْ مآثر مَادِّيَّةٌ ، فَمَا سَرَقُوا سِوَى مَا يَجُرُّ عَلَيهُمْ سَقْطَةُ وَنقمةُ الْخَطِيَّةِ الاولى . فَكَانَ فِيمَا سُرِقُوهُ اِبْتِلاَءَ ، فَوَقَعُوا فِي مُسْتَنْقَعِ الْبَلِيَّةِ . وَشُهِدْتِ الرَّزِيَّةَ اِنْهَمْ لُطِّخُوا وُجُوهَهُمْ بِالرَّمادِ ، وَلَوَّثُوا افكارهم بِالسَّوادِ ، وَتَوَشَّحْتِ اجسادهم لَوْثَةُ الْفَسَادِ ، واقلقت اِعْيُنَّهُمْ وَقْتَ رَاحَتِهُمْ هَالَاتِ السُّهَادِ .
لارَيْبَ اِنْهَمْ حِينَ ضُحِكُوا ضَحْكَةَ الْبَسْطِ وَالْاِنْشِراحِ . التُّوتُ احناكهم ، وَتَشَوَّهْتِ أَوَجَانَّهُمْ ، وَتَشَدَّقْتِ الافكاك ، فِي أَعْيُنِ الرآة عَنْ الافراح . فَلَمْ يَرُوا اِنْفَسْهُمْ عَلَى حَقِيقَتِهَا . يَحْسَبُونَ ، اِنْهَمْ كَعَهْدِهُمْ بِحالِهُمْ ماكثون ، بَيْدَ اِنْهَمْ ، فِي الْحَقِيقَةِ لَا يُبْصَرُونَ وُجُوهًا مُلَوَّثَةَ بِالرَّمادِ الْآسِنِ ، وَحِينَ تُكُسِّرْتِ الْهِمَمَ ، وَتُكُشِّفْتِ الْغُمَمَ ، تَجَاسَرْتِ عَلَيهُمْ الهموم ، وَاِبْتَلَوْا بِالْغُمُومِ ، فغطُّوا أَصابِعُهُمْ بَيْنِ اثافي رَمادُ نَارُ الْفِتْنَةِ ، فَأُلْهِبْتِهَا فِرْيَةَ الْفَعْلَةِ .
ايها الْقَلْبُ الْعَزِيزُ ،
ان يُكَنْ اوصد الْبلهاءُ دونك بَابًا لِلْتَوَاصُلِ ، فَقَدْ نَسُوا ان يُوصِدُوا نوافذَهُ .
اوصدوا دُونَكَ بَابٌا ، وَغَابَتْ عَنْ الْوَعْي والالباب الْفَطِنَةَ ، وابوابا ، لِبُروجِ مُطِلِّيَّةٍ ، وَسَقْفَا مَبْنِيَّةٍ ، وَعُرُوشُ فِكْرُ سَامِقَةٍ ، مفاتحها عِنْدَ الاله ، وَغَابَتْ عَنْ الضَّمَائِرِ الْهَامِلَةَ ، فَطِنَةُ ضَمِيرِ يَقِظِ ، لَهُ خُيُوطُ مُلْتَصِقَةٍ بِسَقْفِ وَعَمِدَانِ وعروج وَجَدْرُ وَبُروجُ شَيَّدْتِ بِالْمَعَانِي الصَّادقة ، لَا تُمْحَى او تَزُولُ ، كُلَّمَا اغلقت ابواب ، فَلِضَمِيرِكَ خَزَائنِ ومآثر ونفائس لَمْ تُفْتَحْ . فَدَعُهُمْ يُفْعَلُونَ كَمَا يُشَاءَوْنَ ، فَلَا رَيْبَ اِنْهَمْ ماضون ، أَوْ مُتَراجِعُونَ محملون بكلالةِ الملل . والاخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضُ عَدُوِّ فِي دُنْياِهُمْ قَبْلَ آخِرَتَهُمْ ، وَهُنَاكَ يَجْزُونَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ .
ايها الْقَلْبُ الْعَزِيزُ
لَسْتُ بجدٍ مكلوم ، وان كِنْتِ مَظْلُومَ ، وَلَنْ يَعْرُفَ الياس الى الضَّمِيرُ الْيَقِظُ طَرِيقَ الهموم ، لِأَنَّكَ الضَّمِيرُ الْمُوقِنُ بِشَرْعِيَّةِ الْحَقِّ وَالصِّدْقِ ، وَالْيَقِينَ فِي صَبْرِ مِفْتَاحِهِ تُقْوَى ونجوى ، مُنَجِّيَةُ مِنْ بَلْوَى ، لَا يُفِيدُهُ بُوحَ وَلَا تَنْفَعُهُ أو شَكْوَى .
ان سَرَقُوا ابواب التَّوَاصُلَ أَوْ أَوَصَدُّوهَا ، فَهُنَاكَ آلاَفَ ابوابا لِلْتَوَاصُلِ غَيْرَهَا اُفعِمَت بِكُلُّ اللُّغَاتِ الَّتِي لَا يُدْرِكُ مغزاها وَلَا فَحَوَى محتواها ، سَتُظَلُّ مُفَتِّحَةَ مِنْ بَسْطِ الارض مُمْتَدَّةَ الى آفاقُ السَّمَاءِ ، وَسَيَجْهَلُونَ كَيْفَ يُفَسَّرُونَ زَخَمَ الْجَمَلِ وَمَعَانِيُهَا الْكُمَلِ .
فَدَعَّهُمْ فِي غمرتِهُمْ ساهون ، بِأَفْعَالِ الظَّلالَةِ يُتَشَدَّقُونَ ، فَإِنَّمَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ يَضْحَكُونَ ، وَفِي سَاعَةِ يقضتهم يَتَبَاكَوْنَ وَيَغْلِبُونَ .




رد مع اقتباس